logo

logo

دراسة إقليمية تكشف عن أبرز التحديات وأهم الممارسات الريادية حول إدماج المرأة في مكان العمل في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

image


أصحاب العمل العرب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا - خطوة أقرب لأماكن عمل أكثر شمولية مع مؤشر "المعرفة قوة"


تتراوح نسبة النساء في المناصب الإدارية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة فقط بين  1% -5% في تونس، ليبيا، الأردن، الجزائر ولبنان، بينما تتراوح بين 32% - 13% في العراق، وتبلغ 15% في المؤسسات الصغيرة في لبنان، بحسب الدراسة الإقليمية التي أجراها مركـز الأعمـال والقيـادة الشـاملة للمـرأة (CIBL for Women)  في كلية سليمان العليان لإدارة الأعمال في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث عقد المركز شراكات مع أفراد ومؤسسات محلية في 11  بلدًا في العالم العربي.  بينما، لا تتخطى نسبة ترقية النساء في مكان العمل ال 9% في هذه البلاد، مقارنة ب 43%-42% في العراق. 

يأتي هذا البحث الإقليمي ضمن إطار مشروع مؤشـر «المعرفـة قـوة» الذي ينفذه مركـز الأعمـال والقيـادة الشـاملة للمـرأة في كل من: تونس والجزائر والمغرب وليبيا والأردن ولبنان والبحرين والكويت والعراق والمملكة العربية السعودية واليمن، بهدف تنفيذ دراسة حول مشـاركة النسـاء فـي أماكـن العمـل والتحديـات التـي يواجهنهـا، بهدف الحصول على مؤشر، هو الأول من نوعه في المنطقة، لقياس المؤشرات حول توظيـف النسـاء واسـتبقائهن في العمـل وترقيتهن فـي وظائـف القطـاع الرسـمي فـي دول الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقيـا العربيـة. 

وفي هذا الإطار، عملت الجهات المحلية خلال الفترة الممتدة بين  2018 – 2017على تنفيذ الدراسة من خلال مقابلات مع موظفات محليات، ومجموعات تركيز ومسح لموظفي الموارد البشرية وأرباب العمل لاستخلاص النتائج ومقارنتها على الصعيد الإقليمي. ومن بعدها عقدت ورش عمل في كل من البلاد المذكورة أعلاه مع عدد من أرباب العمل وموظفي الموارد البشرية لعرض النتائج ومناقشة التوصيات وأفضل الممارسات التي يمكن اتباعها بهدف تحسين مشاركة النساء في أماكن العمل. 

تم جمع البيانات من أكثر من 1650 صاحب عمل، و 550 مقابلة و 55 مجموعة تركيز مع أصحاب المصلحة الاقتصاديين لتتبع أفضل للتحديات والميسرات التي تواجهها النساء العاملات في الاقتصادات الرسمية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ستساعد هذه البيانات النوعية المستندة إلى التجارب التي تعيشها النساء بالإضافة إلى بيانات المسح من مكاتب الموارد البشرية لأصحاب العمل في إنشاء خط أساس لأول مؤشر بيانات في المنطقة. 

وفي المغرب، عقد المركز العربي للبحث العلمي والدراسات الإنسانية ورشة عمل الكترونية حضرها مجموعة من أصحاب المصالح الاقتصادیین وأصحاب العمل في المغرب، الملتزمین بتحسین الإدماج الاقتصادي للمرأة من خلال العمل بكرامة. خلال الورشة جرى التركيز على النتائج والتوصيات التي تهدف الى توظیف النساء واستبقائھن وترقیتھن بشكل أفضل استنادًا إلى نتائج الدراسة. وقد تطرق بعض الحضور خلال النقاش للتحديات التي يواجهونها في تطبيق سياسات شاملة في أماكن العمل، وكذلك عرض بعضهم أفكارًا عن ممارسات ريادية يطبقونها في أماكن العمل الخاصة بهم لتأمين بيئة شاملة وكريمة للنساء. 

وتتجلى أهم المعطيات التي تمت مناقشتها في الورشة النتائج الأولية للدراسة والمرتبطة أساسا بالنقاط الثلاث التالية: التوظيف والاستبقاء في العمل والترقية بالمغرب. بالنسبة للتوظيف، فجل المقابلات أسفرت عن تأطير وتصنيف الصعوبات التي تواجهها النساء في رحلة البحث عن عمل أو وظيفة وفقا لما يلي: الهياكل التنظيمية أو الديناميات السوسيوثقافية (ما تستطيع النساء فعله مقارنة بالرجل – الثقافة الذكورية السائدة ، على سبيل المثال لا الحصر) أو العوامل البنيوية والهيكلية التي تتسم بها فضاءات العمل كغياب  أما بالنسبة للاستبقاء في العمل، فأهم التحديات التي تواجهها النساء وتكون سببا في البقاء من عدمه تتمثل في  التحرش وعدم وجود مسطرة واضحة للتبليغ عنه بالإضافة إلى مشكل الموازنة بين الحياة العملية والشخصية وعدم وجود ثقافة تعزز الإنصاف بين الجنسين. أما فيما يخص الترقية، تصريحات النساء أفرزت معطا أساسيا يتجلى في غياب الشفافية المتعلقة بعملية الترقية بالتي يكون سببها الفوارق التنظيمية الجندرية الإضافة إلى غياب فرص الترقية. 

أما فيما خص التوصيات الخاصة بالمغرب، فقد ركزت على أفكار لتطوير توظيف، واستبقاء وترقية النساء في أماكن العمل، نذكر منها:
على صعيد التوظيف:
•    وضع مبادئ توجيهية واضحة لتحويل التوظيف من الكلام الشفهي والعمليات الاجتماعية إلى استراتيجيات أكثر رسمية
•    تطوير إعلانات هادفة عن الوظائف الشاغرة لضمان وصول أفضل للمرأة
•    تصميم استراتيجيات تواصل هادفة لتسليط الضوء على جاذبية الوظائف في القطاع الخاص مقابل القطاع العام

على صعيد الاستبقاء: 
•    التغلب على عجز بيانات الموارد البشرية
•    محاربة التحرش الجنسي في مكان العمل
•    تحديد مسؤوليات الوظيفة بطريقة عادلة دون تحيز جنساني
•    توفير فرص متكافئة في التدريب والتطوير والمكافآت
•    تطوير ثقافة تنظيمية شاملة للجنسين تعزز الاحترام والقدرة على تحقيق التوازن بين العمل والحياة

على صعيد الترقية: 
•    توفير فرص تدريب ومسؤوليات عمل متكافئة للمرأة
•    العمل بنشاط على مكافحة التحيز الجنساني والتصورات التقييدية للمرأة من خلال التدريب على مراعاة الفوارق بين الجنسين
•    تنفيذ نظام ترقية رسمي واضح وشفاف
•    توفير هياكل وفوائد لدعم مسؤوليات رعاية الأطفال

إن مؤشـر «المعرفـة قـوة» هـو أول مقيـاس للمؤشـرات حـول توظيـف النسـاء واسـتبقائهن في العمـل وترقيتهن فـي وظائـف القطـاع الرسـمي فـي دول الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقيـا العربيـة. هـذه المبـادرة الرائدة من شـأنها تتبـع ممارسـات أربـاب العمـل وتجـارب النسـاء فـي 11 بلـدًا مـن أجـل توفيـر بيانـات دقيقـة وملموسـة حـول مشـاركة النسـاء فـي أماكـن العمـل والتحديـات التـي يواجهنهـا.

ستشـكل البيانـات والتحليـلات فـي مؤشـر «المعرفـة قـوة» المرجـع الأساسـي لصانعـي القـرارات، وموظفـي المـورد البشـرية، وواضعـي السياسـات فـي كل مـن القطاعيـن الخـاص والعـام للمشـاركة فـي مناقشـات مبنيـة علـى أدلـة بهـدف دفـع عجلـة التغييـر فـي مـا يخـص سياسـات أربـاب العمـل وتعزيـز ممارسـات أماكـن العمـل الشـاملة للاعتبـارات الجندريـة فـي المنطقـة. كـون هـذا المؤشـر هـو أول مؤشـر قائـم علـى البيانـات فـي المنطقـة، سيُسـلط الضـوء علـى الفـوارق الدقيقـة والتبايـن فـي واقـع النسـاء فـي دول الشـرق الأوسـط وشـمال إفريقيـا العربيـة وسـيتم تحويلهـا إلـى مجموعـة مـن الأبعـاد والمعاييـر القابلـة للقيـاس بهـدف إحـداث تغييـر مسـتدام. وقد تحقق هذا المشروع  بدعم مالي من مبادرة الشراكة الشرق أوسطية (MEPI) في وزارة الخارجية الأميركية.   

سـيتم نشـر الصيغـة الأولـى مـن مؤشـر «المعرفـة قـوة» فـي بداية عام 2021. ترقبونا! 

لأي سؤال  أو استفسار يمكن التواصل معنا عبر  (kathyaberrada@gmail.com) أو عبر cibl@aub.edu.lb