logo

logo

كورونا، تلك الفوضى الخلاقة

image

" قد لا يتم وجود الخير الكثير الا بوجود شر يسير" هكذا قالها العلامة ابن خلدون في مؤلفه الشهير المقدمة، في زمان لم يكن ليعلم خلاله ان جوزيف شومبيتر سوف يأتي بتوصيف للفوضى الخلاقة ( destruction créatrice ) . كل في سياقه، وكل حسب استنتاجاته خَلُص الى ان الخير قد يكون الابن الشرعي للشر.

و جدير بالذكر ان الفكرة ذاتها قد تبلورت قبل شومبيتر في كتابات الفيلسوف نيتشه حيث يتقاسمان فكرة كون القدرة على الخلق و الابداع قد تجد اساسها في تحرير فائض القوة الذي يراه نيتشه مصدرا فوق اخلاقي لتطور الحياة. اما شومبيتر، فيستعير تشبيه الاعصار المستمر الذي يأتي على الاخضر و اليابس في طريقه، لكنه في ذات الان يؤثث لبناء جديد على اسس امثن و اقوم.

فهل نستطيع اليوم، على الرغم من بشاعة ما يعيشه عالم ال 2020 ان نرى في جائحة الكورونا تلك الفوضى الخلاقة التي قد تعيد ترتيب الاوراق؟

استفاقت البشرية في كانون الاول ديسمبر 2019 على خطر قادم من الشرق (الصين) ، خطر سرعان ما تجاوز سورها العظيم. كانت مدينة ووهان البؤرة الاولى، لكن سرعان ما ادرك الجميع مدى السرعة الهائلة التي ينتشر بها الوباء. و بتاريخ 11 مارس 2020 ، صنفت منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا Covid-19 جائحة عالمية حصدت الى حدود 29 مارس 2020 ما يفوق 30900 من الارواح (أي بنسبة 4.65 بالمئة من اجمالي المصابين) ، و الحصيلة ما تزال مرشحة للارتفاع. 

 

أحلام قفص | أستاذة في علوم الاقتصاد و باحثة  بالمركز العربي للأبحاث.