"لا تكف الحكومات عن الاختيار بين ممارسة الكذب وبين خوض الحروب، مما يتمخض دائما عن نتيجة واحدة تتماثل في جميع الحالات، وهي: أن أحد هذين الخيارين يفضي إلى الآخر دائما".
توماس جيفرسون
لقد أحسن البروفيسور جورج آكيرلوف، الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، في الاستفادة من هذه المقولة النافعة في الكلمات التي قدّم بها للكتاب الممتاز الذي أصدره البروفيسور حسين عسكري بعنوان (الصراعات والحروب.. مضاعفاتها والوقاية منها). ومما جاء في هذا التقديم:
"يبدأ البروفيسور عسكري بمسح إحصائي لأعباء النفقات العسكرية ونفقات الصراعات والحروب، والتي تقترب من (15%) من إجمالي الناتج الوطني في العالم، وهي نسبة تتجاوز تكاليف الأزمة المالية، والاحتباس الحراري، والمتطلبات اللازمة لتخفيض مستوى الفقر على الصعيد العالمي.
وهو يستند في مقاربته إلى ثلاثة افتراضات متداخلة: أن المعتدين لا يدفعون الثمن الكامل لعدوانهم، والحكومات لا تفعل أي شيء لتغيير هذا الحال من تلقاء أنفسها، ونتيجة لذلك فإن عملية تقليص الصراعات لا بد أن تنشأ في القطاع الخاص."
لقد حملت الولايات المتحدة على كاهلها عبئا ثقيلا بسبب حرب العراق وصل إلى (2.4 تريليون دولار) خلال المدة (2003-2011)؛ والجدول التالي يوضح بأن حصة الولايات المتحدة في الإنفاق العالمي على حرب العراق بلغت أكثر من (75%).
2,469 مليار دولار |
الولايات المتحدة الأمريكية |
28 مليار دولار |
بريطانيا |
57ملياردولار |
العراق |
140ملياردولار |
بقية دول الخليج العربي |
531ملياردولار |
بقية دول العالم |
الجدول والشكل (1): إجمالي الإنفاق العالمي على حرب العراق [المصدر: (الصراعات والحروب.. المضاعفات والوقاية: حسين عسكري)، والشكل من إعداد كاتب المقال].
وإذا قمنا بتشريح الحصة الأمريكية السابقة، فستصبح الصورة أكثر وضوحا، وأكثر إثارة للغم، فحرب العراق كانت حربا مكلفة لكل من انخرط فيها، بمن فيهم: دافع الضرائب الأمريكي؛ إذ تبين بأن متوسط الإنفاق السنوي على حرب العراق بلغ (2,991 دولار) لكل دافع ضرائب أمريكي (بناء على مستوى عائدات ضريبة الدخل)، وهو رقم أعلى بكثير مما يسدده دافع الضرائب الأمريكي سنويا من فاتورة الحرب الأفغانية الفاشلة. والجدول التالي يبين بنود فاتورة الحرب العراقية:
816ملياردولار |
العمليات القتالية والإسنادية |
200ملياردولار |
العمليات القتالية والإسنادية (الرقم المستهدف حتى العام 2020) |
21ملياردولار |
رعاية الجنود (حتى العام 2011) |
412ملياردولار |
تكاليف مستقبلية متعلقة بالجنود |
217ملياردولار |
زيادة في النفقات الدفاعية الأمريكية (حتى العام 2011) |
45ملياردولار |
المساعدات المالية والأمنية للعراق |
334ملياردولار |
التكاليف الاجتماعية والاقتصادية لأسر العاملين في القوات المسلحة |
424ملياردولار |
نفقات حكومية أمريكية محولة من مجالاتها الأصلية |
الشكل (2): النفقات الأمريكية في حرب العراق [المصدر السابق، والشكل من إعداد كاتب المقال]
ولقد أعلن الرئيس أوباما للكونغرس يوم أمس بأنه سيرسل (275) عسكريا إلى العراق لحماية السفارة الأمريكية في العراق، فها نحن ذا نعيد الأمر تارة أخرى.
ستيف هانكي
أستاذ علم الاقتصاد التطبيقي، جامعة جونز هوبكينز
ترجمة: علي الحارس